فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



المسألة الأولى:
اللام في قوله: {واصبر لِحُكْمِ} تحتمل وجوهًا: الأول: هي بمعنى إلى أي اصبر إلى أن يحكم الله الثاني: الصبر فيه معنى الثبات، فكأنه يقول فاثبت لحكم ربك يقال ثبت فلان لحمل قرنه الثالث: هي اللام التي تستعمل بمعنى السبب يقال لم خرجت فيقال لحكم فلان علي بالخروج فقال: {واصبر} واجعل سبب الصبر امتثال الأمر حيث قال واصبر لهذا الحكم عليك لا لشيء آخر.
المسألة الثانية:
قال هاهنا {بِأَعْيُنِنَا} وقال في مواضع أخر {وَلِتُصْنَعَ على عَيْنِى} [طه: 39] نقول لما وحد الضمير هناك وهو ياء المتكلم وحده وحد العين ولما ذكر هاهنا ضمير الجمع في قوله: {بِأَعْيُنِنَا} وهو النون جمع العين، وقال: {بِأَعْيُنِنَا} هذا من حيث اللفظ، وأما من حيث المعنى فلأن الحفظ هاهنا أتم لأن الصبر مطية الرحمة بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث اجتمع له الناس وجمعوا له مكايد وتشاوروا في أمره، وكذلك أمره بالفلك وأمره بالاتخاذ عند عدم الماء وحفظه من الغرق مع كون كل البقاع مغمورة تحت الماء تحتاج إلى حفظ عظيم في نظر الخلق فقال: {بِأَعْيُنِنَا}.
المسألة الثالثة:
ما وجه تعلق الباء هاهنا قلنا قد ظهر من جميع الوجوه، أما إن قلنا بأنه للحفظ فتقديره محفوظ بأعيننا، وإن قلنا للعلم فمعناه بمرأى منا أي بمكان نراك وتقديره فإنك بأعيننا مرئي وحينئذ هو كقول القائل رأيته بعيني كما يقال كتب بالقلم الآلة وإن كان رؤية الله ليست بآلة، فإن قيل فما الفرق في الموضعين حيث قال في طه {على عَيْنِى} [طه: 39] وقال هاهنا {بِأَعْيُنِنَا} وما الفرق بين على وبين الباء نقول معنى على هناك هو أنه يرى على ما يرضاه الله تعالى، كما يقول أفعله على عيني أي على رضاي تقديره على وجه يدخل في عيني وألتفت إليه فإن من يفعل شيئًا لغيره ولا يرتضيه لا ينظر فيه ولا يقلب عينه إليه والباء في قوله: {وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ} قد ذكرناها وقوله: {حِينَ تَقُومُ} فيه وجوه الأول: تقوم من موضعك والمراد قبل القيام حين ما تعزم على القيام وحين مجيء القيام، وقد ورد في الخبر أن من قال: «سبحان الله من قبل أن يقوم من مجلسه يكتب ذلك كفارة لما يكون قد صدر منه من اللفظ واللغو في ذلك المجلس».
الثاني: حين تقوم من النوم، وقد ورد أيضًا فيه خبر يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يسبح بعد الانتباه.
الثالث: حين تقوم إلى الصلاة وقد ورد في الخبر أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في افتتاح الصلاة «سبحانك اللّهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك».
الرابع: حين تقوم لأمر ما ولا سيما إذا قمت منتصبًا لمجاهدة قومك ومعاداتهم والدعاء عليهم {فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ} وبدل قيامك للمعاداة وانتصابك للانتقام بقيامك لذكر الله وتسبيحه.
الخامس: {حِينَ تَقُومُ} أي بالنهار، فإن الليل محل السكون والنهار محل الابتغاء وهو بالقيام أولى، ويكون كقوله: {وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ} إشارة إلى ما بقي من الزمان وكذلك {وإدبار النجوم} [الطور: 49] وهو أول الصبح.
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)}.
وقد تقدم تفسيره وهو كقوله تعالى: {فَسُبْحَانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17] وقد ذكرنا فائدة الاختصاص بهذه الأوقات ومعناه، ونختم هذه السورة بفائدة وهي أنه تعالى قال هاهنا {وإدبار النجوم} وقال في ق (40) {وأدبار السجود} ويحتمل أن يقال المعنى واحد والمراد من السجود جمع ساجد وللنجوم سجود قال تعالى: {والنجم والشجر يَسْجُدَانِ} [الرحمن: 6] وقيل المراد من النجم نجوم السماء وقيل النجم ما لا ساق له من النبات قال الله تعالى: {يسجد له من في السماوات ومن في الأرض} [الحج: 18] أو المراد من النجوم الوظائف وكل وظيفة نجم في اللغة أي إذا فرغت من وظائف الصلاة فقل سبحان الله، وقد ورد في الحديث: «من قال عقيب الصلاة سبحان الله عشر مرات والحمد لله عشر مرات والله أكبر عشر مرات كتب له ألف حسنة» فيكون المعنى في الموضعين واحد لأن السجود من الوظائف والمشهور والظاهر أن المراد من إدبار النجوم وقت الصبح حيث يدبر النجم ويخفى ويذهب ضياؤه بضوء الشمس، وحينئذ تبين ما ذكرنا من الوجه الخامس في قوله: {حِينَ تَقُومُ} [الطور: 48] أن المراد منه النهار لأنه محل القيام {وَمِنَ الليل} القدر الذي يكون الإنسان في يقظان فيه {وإدبار النجوم} وقت الصبح فلا يخرج عن التسبيح إلا وقت النوم، وهذا آخر تفسير هذه السورة، والله أعلم، والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم. اهـ.

.قال ابن عطية:

ثم وصفهم تعالى بأنهم على الغاية من العتو والتمسك بالأقوال الباطلة في قوله: {وإن يروا كسفًا} الآية، وذلك أن قريشًا كان في جملة ما اقترحت به أن تنزل من السماء عليها كسف وهي القطع، واحدها كسفة، وتجمع أيضًا على كسف كثمرة وتمر، قال الرماني: هي التي تكون بقدر ما يكسف ضوء الشمس. فأخبر الله عنهم في هذه الآية أنهم لو رأوا كسفًا {ساقطًا} حسب اقتراحهم لبلغ بهم العتو والجهل والبعد عن الحق أن يغالطوا أنفسهم وغيرهم ويقولوا هذا {سحاب مركوم}. أي كثيف قد تراكم بعضه فوق بعض، ولهذه الآية نظائر في آيات أخر.
{فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45)}.
قوله: {فذرهم} وما جرى مجراه من الموادعة منسوخ بآية السيف.
وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه {يلقوا}، والجمهور على {يلاقوا}.
واختلف الناس في اليوم الذي توعدوا به، فقال بعض المتأولين: هو موتهم واحدًا واحدًا وهذا على تجوز، والصعق: التعذب في الجملة وإن كان الاستعمال قد كثر فيه فيما يصيب الإنسان من الصيحة المفرطة ونحوه. ويحتمل أن يكون اليوم الذي توعدوا به يوم بدر، لأنهم عذبوا فيه، وقال الجمهور: التوعد بيوم القيامة، لأن فيه صعقة تعم جميع الخلائق، لكن لا محالة أن بين صعقة المؤمن وصعقة الكافر فرقًا.
وقرأ جمهور القراء: {يصعِقون} من صعق الرجل بكسر العين. وقرأ أبو عبد الرحمن: {يَصعِقون} بفتح الياء وكسر العين. وقرأ عاصم وابن عامر وأهل مكة في قول شبل: {يُصعقون} بضم الياء، وذلك من أصعق الرجل غيره. وحكى الأخفش: صُعِق الرجل بضم الصاد وكسر العين.
قال أبو علي: فجائز أن يكون منه فهو مثل يضربون، قال أبو حاتم: وفتح أهل مكة الياء في قول إسماعيل. و: {يغني} يكون منه غناء ودفاع.
ثم أخبر تعالى بأنهم لهم دون هذا اليوم، أي قبله عذاب، واختلف الناس في تعيينه، فقال ابن عباس وغيره: هو بدر والفتح ونحوه. وقال مجاهد: هو الجوع الذي أصاب قريشًا. وقال البراء بن عازب وابن عباس أيضًا: هو عذاب القبر، ونزع ابن عباس وجود عذاب القبر بهذه الآية. وقال ابن زيد: هو مصائب الدنيا في الأجسام وفي الأحبة وفي الأموال، هي للمؤمنين رحمة وللكافرين عذاب، وفي قراءة ابن مسعود: دون ذلك قريبًا {ولكن} {لا يعلمون}. ثم أمر تعالى نبيه بالصبر لحكم الله والمضي على نذارته ووعده بقوله: {فإنك بأعيننا}، ومعناه بإدراكنا وأعين حفظنا وحيطتنا كما تقول: فلان يرعاه الملك بعين، وهذه الآية ينبغي أن يقررها كل مؤمن في نفسه، فإنها تفسح مضايق الدنيا. وقرأ أبو السمال: {بأعينّا} بنون واحدة مشددة.
واختلف الناس في قوله: {وسبح بحمد ربك} فقال أبو الأحوص عوف بن مالك: هو التسبيح المعروف، أن يقول في كل قيام له سبحان الله وبحمده. وقال عطاء: المعنى: حين تقوم من كل مجلس. وقال ابن زيد: التسبيح هنا هو صلاة النوافل. وقال الضحاك وابن زيد: هذه إشارات إلى الصلاة المفروضة؛ ف {حين تقوم}: الظهر والعصر، أي {حين تقوم} من نوم القائلة.
{ومن الليل} المغرب والعشاء.
{وإدبار النجوم} الصحب. ومن قال هي النوافل جعل {إدبار النجوم}: ركعتي الفجر، وعلى هذا القول جماعة كثيرة، منهم عمر وعلي بن أبي طالب وأبو هريرة والحسن رضي الله عنهم. وقد روي مرفوعًا ومن جعله التسبيح المعروف، جعل قوله: {حين تقوم} مثالًا، أي حين تقوم وحين تقعد وفي كل تصرفك. وحكى منذر عن الضحاك أن المعنى: {حين تقوم} في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام فقل. «سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك...» الحديث.
وقرأ سالم بن أبي الجعد ويعقوب: {وأدبار} بفتح الهمزة بمعنى: وأعقاب، ومنه قول الشاعر قيس بن الملوح: الطويل:
فأصبحت من ليلى الغداة كناظر ** مع الصبح في أعقاب نجم مغرب

وقرأ جمهور الناس: {وإدبار} بكسر الهمزة. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَإِن يَرَوْاْ كِسْفًا مِّنَ السماء سَاقِطًا}.
قال ذلك جوابًا لقولهم: {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السماء} [الشعراء: 187]، وقولهم: {أَوْ تُسْقِطَ السماء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} [الإسراء: 92] فأعلم أنه لو فعل ذلك لقالوا: {سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} أي بعضه فوق بعض سقط علينا وليس سماء؛ وهذا فعل المعاند أو فعل من استولى عليه التقليد، وكان من المشركين القسمان.
والكِسَف جمع كِسْفة وهي القطعة من الشيء؛ يقال: أعطني كِسْفة من ثوبك، ويقال في جمعها أيضًا: كِسْف: ويقال: الكِسْف والكِسْفة واحد.
قال الأخفش: من قرأ {كِسْفًا} جعله واحدًا، ومن قرأ {كِسَفا} جعله جمعًا.
وقد تقدم القول في هذا في {سبحان} وغيرها والحمد لله.
قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ} منسوخ بآية السيف.
{حتى يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ الذي فِيهِ يُصْعَقُونَ} بفتح الياء قراءة العامة، وقرأ ابن عامر وعاصم بضمها.
قال الفرّاء: هما لغتان صَعِق وصُعق مثل سَعِد وسُعد.
قال قتادة: يوم يموتون.
وقيل: هو يوم بدر.
وقيل: يوم النفخة الأولى.
وقيل: يوم القيامة يأتيهم فيه من العذاب ما يزيل عقولهم.
وقيل: {يُصْعَقُون} بضم الياء من أصعقه الله.
قوله تعالى: {يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} أي ما كادوا به النبيّ صلى الله عليه وسلم في الدنيا.
{وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} من الله.
و {يَوْمَ} منصوب على البدل من {يَوْمَهُمُ الذي فِيهِ يُصْعَقُونَ}.
قوله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ} أي كفروا {عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} قيل: قبل موتهم.
ابن زيد: مصائب الدنيا من الأوجاع والأسقام والبلايا وذهاب الأموال والأولاد.
مجاهد: هو الجوع والجَهْد سبع سنين.
ابن عباس: هو القتل.
وعنه: عذاب القبر.
وقاله البَرَاء بن عازِب وعليّ رضي الله عنهم.
ف {دُونَ} بمعنى غير.
وقيل: عذابًا أخفّ من عذاب الآخرة.
{ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} أن العذاب نازل بهم وقيل: {ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} ما يصيرون إليه.
قوله تعالى: {واصبر لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}.
فيه مسألتان:
الأولى: {واصبر لِحُكْمِ رَبِّكَ} قيل: لقضاء ربك فيما حمَّلك من رسالته.
وقيل: لبلائه فيما ابتلاك به من قومك؛ ثم نسخ بآية السيف.
الثانية: قوله تعالى: {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} أي بمرأى ومنظر منَّا نرى ونسمع ما تقول وتفعل.
وقيل: بحيث نراك ونحفظك ونحوطك ونحرسك ونرعاك.
والمعنى واحد.
ومنه قوله تعالى لموسى عليه السلام: {وَلِتُصْنَعَ على عيني} [طه: 39] أي بحفظي وحراستي وقد تقدّم.
قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} {وَمِنَ الليل فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النجوم}.
فيه مسألتان:
الأولى: قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} اختلف في تأويل قوله: {حِينَ تَقُومُ} فقال عون بن مالك وابن مسعود وعطاء وسعيد بن جبير وسفيان الثوري وأبو الأحوص: يسبح الله حين يقوم من مجلسه؛ فيقول: سبحان الله وبحمده، أو سبحانك اللهم وبحمدك؛ فإن كان المجلس خيرًا ازددت ثناءً حسنًا، وإن كان غير ذلك كان كفارةً له؛ ودليل هذا التأويل ما خرّجه الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غُفِر له ما كان في مجلسه ذلك» قال: حديث حسن صحيح غريب.
وفيه عن ابن عمر قال: كنا نعدّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم: «رب اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التوّاب الغفور» قال حديث حسن صحيح غريب.
وقال محمد بن كعب والضحاك والربيع: المعنى حين تقوم إلى الصلاة.
قال الضحاك يقول: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا.
قال الكِيا الطبري: وهذا فيه بُعد؛ فإن قوله: {حِينَ تَقُومُ} لا يدل على التسبيح بعد التكبير، فإن التكبير هو الذي يكون بعد القيام، والتسبيح يكون وراء ذلك، فدلّ على أن المراد فيه حين تقوم من كل مكان كما قال ابن مسعود رضي الله عنه.
وقال أبو الجوزاء وحسان بن عطية: المعنى حين تقوم من منامك.
قال حسان: ليكون مفتتحًا لعمله بذكر الله.
وقال الكلبي: واذكر الله باللسان حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل الصلاة وهي صلاة الفجر.
وفي هذا روايات مختلفات صحاح؛ منها حديث عُبادة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من تَعارَّ في الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والحمد لله وسبحان الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلّى قبلت صلاته» خرّجه البخاري.
تعارّ الرجل من الليل: إذا هبّ من نومه مع صوت؛ ومنه عَارَّ الظَّلِيمُ يُعَارُّ عِرَارًا وهو صوته؛ وبعضهم يقول: عَرَّ الظَّلِيمُ يَعِرُّ عِرَارًا، كما قالوا زَمَر النَّعَامُ يَزْمِرُ زِمَارًا.
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: «اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهنّ ولك الحمد أنت قَيُّوم السموات والأرض ومن فيهنّ ولك الحمد أنت ربّ السموات والأرض ومن فيهنّ أنت الحقّ ووعدك الحقّ وقولك الحقّ ولقاؤك الحقّ والجنة حقّ والنار حقّ والساعة حقّ والنبيون حقّ ومحمد حقّ اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدّمت وما أخرت وأسررت وأعلنت أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك» متفق عليه.